للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثالث: مَن في أخمص قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه.

الرابع: مَن له شراكان من نار يغلي منهما دماغه، والشراكان هما السيران اللذان يكونان على ظهر القدم، ويكون على نعل القدم في كل رجل سير، فسير نعله يكون من نار يغلي منهما دماغه.

وقوله: ((أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ)) الظاهر: أنه أخف أهل النار من الكفرة، أما العصاة الموحدون فلا يقال عنهم: أهل النار؛ لأن دخولهم للتطهير.

وقوله: ((أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ)) الأخمص هو أسفل القدم في وسط الرِّجل بعد الأصابع وقبل آخر الرجل المنخفض في وسط الرجل (١).

وقوله: ((يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ)) المرجل: القدر الذي تحته النار.

وقوله: ((أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا)) يدل على أن كل واحد من هذه الأنواع مقارب للآخر، فهؤلاء الأربعة كلُّهم أخفُّ أهل النار عذابًا، ولا ينفي أن يكون هناك أحد يساويه، فهو أهونهم، لكن هناك من يساويه، فمن هو في ضحضاح يساويه، ومن له نعلان يساويه، ومن له شراكان يساويه، كقوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه}، وقوله تعالى: {ومن أظلم من افترى على الله كذبًا} فهذا أظلم الناس، ولا أحد أظلم منه، لكن هناك من يساوي له، كما في الآيات الأخرى التي فيها: {ومن أظلم}، و {فمن أظلم}.


(١) الصحاح، للجوهري (٣/ ١٠٣٨)، النهاية، لابن الأثير (٢/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>