للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَحْتَهَا. قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا})) (١).

فالورود: هو المرور على الصراط في أصح قولي العلماء، ولا يلزم منه دخول النار، وقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا} النجاة لا يلزم منها الوقوع في الهلاك أولًا، فإن الله تعالى أخبر أنه أهلك قوم صالح عليه السلام، وقال: {ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}، وهم لم يصبهم العذاب، وكذلك قوم هود عليه السلام، وقوم نوح عليه السلام، قال الله تعالى فيهم: {ونجيناه ومن معه}، فنجاهم الله ولم يصبهم العذاب، فلا يلزم من النجاة إصابة العذاب.

والصراط: جسر منصوب على متن جهنم، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر في الزمرة الأولى كالبرق، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأجاويد الخيل، ثم كالرجل يعدو عدوًا، ثم كالرجل يزحف زحفًا، ومنهم من تخطفه الكلاليب فتلقيه في النار، كما جاء في الحديث (٢)، نسأل الله السلامة والعافية.

وفي هذا الحديث: أنه يجب على الإنسان الصبر، فلا ينبغي له أن يجزع ولا أن يتسخط، فإن جزع وتسخط فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وعليه الوزر، أما إذا احتسب فله أعظم الأجر.

والرضا بالمصيبة مستحب، وليس بواجب في أصح قولي العلماء، والواجب إنما هو الصبر، فيحبس نفسه عن الجزع، ولسانه عن التشكي، وجوارحه عما يغضب الله.


(١) أخرجه مسلم (٢٤٩٦).
(٢) أخرجه البخاري (٨٠٦)، ومسلم (١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>