للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيدخلها، وكذلك من يعمل بعمل أهل النار، فيكون حديث سهلِ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ رضي الله عنه مقيِّدًا لحديث ابن مسعود رضي الله عنه.

القول الثاني: أنهما حديثان مستقِلَّان، ولا يلزم أن يكون حديث ابن مسعود رضي الله عنه هو حديث سهل رضي الله عنه، أي: قد يكون في بعض الناس من يعمل بعمل أهل الجنة- فيما يبدو للناس- ثم يظهر نفاقه، وقسم آخر يكون حسن السريرة، ولكنه يتغير حاله في آخر حياته، ولم يكن منافقًا، ولكنه بعد ذلك انتكس- نسأل الله العافية والسلامة.

وكذلك من يعمل بعمل أهل النار، ثم يوفق لخاتمة حسنة، كما وُفِّق سحرة فرعون، حتى قيل: إنهم في أول النهار كانوا يحلفون بعزة فرعون {إنا لنحن الغالبون}، فهم كفرة فجرة، وفي آخر النهار آمنوا بالله، ثم قُتلوا، فصاروا شهداء بررة (١)، وكذلك الرجل الذي أسلم، ثم قاتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقُتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عَمِلَ قَلِيلًا، وأُجِرَ كَثِيرًا)) (٢).


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٣٦٤).
(٢) أخرجه البخاري (٢٨٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>