في هذه الأحاديث: الحث على فعل السنن، والتحذير من البدع.
وفيها: فضل السنة الحسنة، ووزر الابتداع في الدين، ومن السنن السيئة: ما حصل من ابن آدم (قابيل) حينما قتل أخاه (هابيل) فهذا قد سنَّ في الإسلام سنة سيئة، فهو أول من سن القتل؛ ولذلك جاء في الحديث:((لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ)) (١).
وقوله:((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً)): المراد: المبادرة إلى فعل السنن والحث عليها، والدعوة إليها، والعمل بها، ونشرها بين الناس، وليس المراد: إحداث البدع.
وفي الحديث من الفوائد: الحث على استحباب سنِّ الأمور الحسنة، وتحريم سنِّ الأمور السيئة.
قوله:((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى)): هذا لفظ حديث أبي هريرة، وهو يفسر حديث جرير بن عبد الله:((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً))، وأن المراد هو: إحياء السنة ونشرها والدعوة إليها؛ لإبطال البدع في دين الله.
وفيه: أن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور تابعيه، ومن دعا إلى ضلالة كان له مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك تعليمَ علمٍ، أو عبادةً، أو غيرَ ذلك.