قوله:((ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ))، يعني: ارفقوا بأنفسكم، واخفضوا أصواتكم، فإن الله سميع قريب
وقوله:((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ))، يعني: لا تحوُّل لي- يا الله- من حال إلى حال إلا بك، فلا يتحول الإنسان من الفقر إلى الغنى إلا بالله، ولا يتحول من الشقاء إلى السعادة إلا بالله، ولا يتحول من الذل إلى العز إلا بالله، ولا يتحول من الضعف إلى القوة إلا بالله؛ ولهذا شُرع للمسلم أن يجيب المؤذن إذا قال:((حي على الصلاة، حي على الفلاح)) أن يقول: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))، يعني: لا قدرة لي يا الله على إجابة المؤذن، والإتيان إلى الصلاة إلا بك.
وفي هذا الحديث: إثبات السمع لله عز وجل.
وفيه: أن الله حاضر وليس بغائب، قال صلى الله عليه وسلم:((لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلَا غَائِبًا)).
وفيه: أنه ينبغي للإنسان ألا يجهد نفسه برفع الصوت في الذكر والدعاء؛ لأن الله يسمعه، ولا سيما إذا كان يشقُّ عليه.
وفيه: فضل هذه الكلمة: ((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ))، وأنها كنز من كنوز الجنة.