وقوله:((لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ))، أي: لا هرب من الله إلا إلى الله؛ لأن كل شيء بيده سبحانه، فلا ألتجئ لأحد إلا إليك، وهذه براءة من الحول والقوة، كقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقوله:((وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ: فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ قَالَ: فَرَدَّدْتُهُنَّ لِأَسْتَذْكِرَهُنَّ، فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ: قُلْ: آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ))، أي: رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:((قُلْ: آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ)): ولا تغير؛ لأن الأذكار والأدعية تبقى بحروفها ولفظها، فلا تُغَيَّر ولا تترجم إلى لغة أخرى ولا تروى بالمعنى؛ لأنه يتعبد بتلاوتها مثل القرآن، أو لأن المعنى مختلف، فاللفظ الأول فيه الجمع بين النبوة والرسالة؛ لأنه إذا قال:((بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ)) لم يجمع بين النبوة، والرسالة، فاختلف المعنى.
وفي هذا الحديث: مشروعية هذا الذكر عند النوم.
وفيه: ثلاث سنن مستحبات:
الأولى: الوضوء لمن أراد النوم.
وهذا الوضوء له فوائد:
منها: أنه إن مات مات على طهارة.
ومنها: أن الشيطان لا يتلاعب به، ولا يرى رؤيا تزعجه.
والثانية: أن يضطجع على شقه الأيمن؛ لأنه أعون على القيام والانتباه.
والثالثة: أن يقول هذا الدعاء.
وفيه: أنه إذا قال هذا الذكر ومات مات على الفطرة، وإذا أصبح أصبح على خير.