للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: ((أَغْبِقُ)): الغبوق: شراب اللبن مساء في العشاء، وسقيا الصبح اسمه: الصبوح.

وقوله: ((يتضاغون)): أي: يبكون ويصيحون من شدة الجوع.

وقوله: ((أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ)): يعني: أصابتها شدة وحاجة وجدب وفقر، وفي هذا بيان سبب إجابتها، لأنها كانت امتنعت.

وقوله: ((وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ)) وفي رواية: ((وَلا تَفُضَّ الخَاتَمَ)) (١): والخاتم: البكارة، وحقه بالزواج وليس بالزنا، فذكرته بالله فسيطر عليه خوف الله، وإلا الغالب في هذه الحالة وقت اشتداد الشهوة أن الإنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه، لكن لما كان الخوف أقوى غلب على الشهوة، ولو كان ضعيف الإيمان لغلبت الشهوة، ولا يستطيع أن يكبح جماح نفسه في هذه الحالة إلا من وفقه الله وقذف في قلبه النور واليقين والإيمان.

وقوله: ((اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ)): الفَرَق: إناء يسع ثلاثة آصعٍ، وقد جاء في لفظ عند البخاري: ((اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ)) (٢)، فيُجمع بينهما بأن الفرق كان من الصنفين وأنهما لما كانا حبين متقاربين أطلق أحدهما على الآخر، والأول أقرب، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله (٣).

وفي هذا الحديث: أن هؤلاء الثلاثة توسلوا إلى الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة، فدل على مشروعية التوسل بالأعمال الصالحة، وهذا وإن كان في بني إسرائيل إلا أن شرعنا جاء بإقراره، ودلت النصوص على ذلك.

ومن هذا القبيل التوسل إليه عز وجل بالأسماء الحسنى، قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} وكل هذا يجوز التوسل به.


(١) أخرجه البخاري (٢٢١٥).
(٢) أخرجه البخاري (٢٢١٥).
(٣) فتح الباري، لابن حجر (٥/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>