وإذا كانت المعصية بينه وبين الناس فيزاد ركن رابع: وهو التحلل من المعصية، وردُّ الظُّلامة إلى أهلها مالًا، أو بدنًا، أو عِرضًا.
ولا تصح التوبة إلا أن تكون قبل الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان.
قوله:((أنَا عِندَ ظنِّ عَبدِي بِي)): فيه: أنه ينبغي للعبد أن يحسن ظنه بالله، مع إحسان العمل؛ لأن من حسُن عمله حسُن ظنه، ومن ساء عمله ساء ظنه.
وقوله:((وأنا معَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي)): فيه: إثبات المعية الخاصة بالذاكرين، وهي تقتضي التأييد والتوفيق والتسديد والحفظ والكلاءة، وهناك معية عامة للمؤمن والكافر، وهي معية المراقبة والاطلاع، ونفوذ السمع والبصر، ونفوذ القدرة والمشيئة.
وقوله:((ومَنْ تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليهِ ذِراعًا)): فيه: إثبات القرب لله عز وجل، وهو صفة من صفاته، والله يقرب من عبده، والقرب نوعان:
الأول: قرب لازم من قرب العبد، فإذا تقرب العبد إلى الله تقرب الله إليه، ومنه:{فاسجد واقترب}.
الثاني: قرب فعل يفعله سبحانه وتعالى، ويقوم بنفسه؛ كالمجيء والنزول، وهو قرب حقيقي.
وقوله:((من تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)): هذا قرب حقيقي، وتأويل باطل، فتأويله بالرحمة- على طريقة الأشاعرة- تأويل بصفة أخرى، وتأويله بالإثابة تأويل بأثر الصفة، كتأويل الغضب بالعقاب، فكذلك تأويل القرب بالرحمة والإثابة تأويلٌ بالأثر.
وهذه صفات تليق بالله، لا تشبه صفات المخلوقين، ومن ثمرتها