للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ)).

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ الْكَاتِبِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَّرَنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.

قوله: ((حَنْظَلَة الْأُسَيِّدِيِّ)): فيه لغتان:

إحداهما: بضم الهمزة وفتح السين وتشديد المثناة التحتانية، نسبة إلى أُسَيِّد.

والثانية: مثلها إلا أنها بإسكان المثناة التحتانية، نسبة إلى أُسَيْد بتخفيف المثناة (١).

وقوله: ((إِنْ لو تَدومُونَ)): إنْ هذه المخففة من الثقيلة، والتقدير: إِنَّكم لو تدومون.

وفي هذا الحديث: أنه لو استمر الإنسان على حاله حينما يكون عند الذكر فسيَرِقُّ قلبه، ويخشع ويتصل بالله، ولا يفكر في أمور الدنيا ولصافحته- حينئذٍ- الملائكة، لكنه لا يستمر على هذا؛ لأنه ضعيف.

وليس معنى الحديث: أن حنظلة صافحته الملائكة، فلا أحد يطيق استمراره على الساعة الأولى.

وقوله: ((سَاعَةً وَسَاعَةً)): ليس كما يقول الجهال: ساعة للطاعة، وساعة للمعصية، وقال بعضهم: ساعة لربك، وساعة لقلبك، بل المراد: ساعة للذكر والطاعة والعبادة، وساعة لأمور الدنيا وقضاء حوائج الإنسان، وإيناس أهله ومداعبة أولاده، وقد يؤجر الإنسان على ذلك في إحسانه إلى أهله إذا حسنت النية، فيكون فعله عبادةً.


(١) شرح مسلم، للنووي (١٧/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>