للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث: ((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة)) (١)، وثبت- أيضًا- في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا ومعه بعض أصحابه فقام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فكشفت الريح عن ساقيه فإذا هما دقيقتان، فضحك الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مم تضحكون)) قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، قال: ((والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد)) (٢).

((الحمد لله تملأ الميزان)) أي: أجرها وثوابها يملأ الميزان، وفي الحديث دليل على عظم هاتين الكلمتين ((الحمد لله)) و ((سبحان الله))؛ فجميع أنواع المحامد ملك لله، وهو المستحق لها دون غيره، بخلاف المخلوق فإن له من المدح ما يليق به.

((تملآن - أو: تملأ - ما بين السماء والأرض)) شك من الراوي.

((والصلاة نور)) أي: للعبد تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وتمنعه من المعاصي والموبقات، فالصلاة إذا أداها صاحبها كما أمر الله، وكما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم تنير للعبد الطريق، وتمنعه من الفحشاء والمنكر؛ ولذلك قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}.

((والصدقة برهان)) أي: حجة ودليل على إيمان صاحبها، والبرهان هو الدليل القوي.

((والصبر ضياء)) يستضيء به صاحبه حتى يؤدي ما أوجب الله عليه، وينتهي عما حرم الله عليه فلا يتسخط قضاء الله وقدره.

والضياء: نور فيه حرارة؛ كالشمس فيها نور وحرارة، والقمر فيه نور بلا حرارة، فالصبر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ((والصبر ضياء))؛ لما يجده الإنسان الصابر من حرارة الصبر حيث


(١) أخرجه البخاري (٤٧٢٩)، ومسلم (٢٧٨٥).
(٢) أخرجه أحمد (٣٩٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>