للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ، وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى))، فِيمَا أَحْسِبُ أَنَا.

قَالَ أَبُو رَوْحٍ: لَا أَدْرِي مِمَّنْ الشَّكُّ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: أَبُوكَ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

الحديث من رواية أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري، وهكذا يجيء في بعض الروايات لأحاديث أخرى مصرَّحًا به: عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى (١).

وفي هذا الحديث: أنه يجيء ناس مسلمون بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله، ويجعل أمثالها على أهل الكفر، وهذا فيه إشكال: فكيف يجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}؟ !

تأوله القاضي عياض والنووي بأن المراد: أنه يجيء قوم مسلمون بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله، ويضع أمثالها على اليهود بسبب كفرهم وذنوبهم؛ لأن المسلمين لما غُفرت ذنوبهم وبقيت ذنوب الكفرة صاروا كأنهم تحملوها (٢).

وقيل: إن هذه الذنوب التي جُعلت على ذنوب الكفار هي التي كانت بسببهم؛ لأنهم هم الذين سنُّوها ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، فعمل المسلمون تلك السيئات التي سنها الكفار


(١) فتح الباري، لابن حجر (٩/ ١٢٨)، (١١/ ٣٩٨).
(٢) شرح مسلم، للنووي (١٧/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>