للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حين عرفني فخمرتُ وجهي بجلبابي)): هذا صريح في وجوب ستر وجه المرأة بعد الحجاب، قالت: فاستيقظتُ باسترجاع صفوان، فلما رآها عرفها فجعل يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا هو الاسترجاع، يعني: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحصل لهم هذا! قالت: فاستيقظتُ فخمرتُ وجهي بجلبابي.

فأين دعاة السفور من هذا الحديث الصحيح الصريح الذي رواه الشيخان مسلم والبخاري؟ فهم يتعلقون بالنصوص المجملة المشتبهة، ويتركون الصريحة الواضحة، فيسدلون مثلًا بحديث الخثعمية في الحج أنها جعلت تنظر إلى الفضل، والفضل ينظر إليها، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه.

والجواب: أن هذا لا يلزم منه أن تكون كاشفة، وقال أهل العلم: إن الحديث المشتبه يرد إلى الحديث الواضح، وقد فُسر بأنه كان ينظر إلى قدها وطولها، أو أنها كُشف شيء منها.

وقولها: ((فوالله ما يكلمني كلمةً، وما سمعتُ منه كلمةً غير استرجاعِهِ، حتى أناخَ راحلته فوطئ على يدِها، فركبتُها فانطلقَ بالراحلةِ) يعني: ما كلمها ولا كلمته، قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ثم أناخ الراحلة ووطئ يدها فركبت، وجعل يقودها، يمشي، وهي راكبة على البعير، حتى وصلا المدينة، وكان هذا في الضحى.

مسألة: هل هذا يؤخذ منه عدم جواز سلام الرجل على المرأة الشابة؟

والجواب: نعم، إذا كان يخشى الفتنة، لا سيما إذا كانت وحدها؛ لأن السلام قد يتبعه الكلام، وإلا فإن أم هانئ رضي الله عنها سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم (١)، والنبي صلى الله عليه وسلم ألوى إلى عصبة نساء بالسلام (٢).


(١) أخرجه البخاري (٣٥٧)، ومسلم (٣٣٦).
(٢) أخرجه أحمد (٢٧٥٨٩)، والترمذي (٢٦٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>