قوله:((يَأْخُذُ اللَّهُ عز وجل سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ)): فيه: إثبات اليدين لله عز وجل.
وفي هذا الحديث: أن قبضَ النبي صلى الله عليه وسلم يدَه وبسطَها، وإشارتَه بيده الشريفة عليه السلام هو لتحقيق الصفة، لا لتشبيه يده عليه السلام بيد الله سبحانه وتعالى، وهذا كما ثبت في حديث ((سُلَيْم بْنُ جُبَيْرٍ- مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء: ٥٨] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء: ٥٨] قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ)) (١) وهذا؛ لإثبات أنها صفة حقيقةً، وليس المراد التشبيه؛ لقوله تعالى:{ليس كمثله شيء}، وقوله:{هل تعلم له سميًّا}، وقوله:{ولم يكن له كفوًا أحد}.
(١) أخرجه أبو داود (٤٧٢٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٣٩٠).