في هذه الأحاديث: أن انشقاق القمر من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن دلائل نبوته، وذلك أن كفار قريش كانوا قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية تدل على صدق نبوته، فأراهم انشقاق القمر، حتى صار ((فِلْقَتَيْنِ)): فلقةً وراء الجبل، وفلقةً أخرى فوقه.
وهذا الانشقاق من أعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم، ولقد أنكره بعض الملحدين بحجة أنه ليس متواترًا، ولا عبرةَ بهذا الإنكار، وهو مردود من عدة أوجه:
الأول: أنه لا يلزم أن يكون نقل انشقاق القمر متواترًا، بل يكفي فيه نقل الآحاد بالشروط المعتبرة.
الثاني: أنه نقله عدد من الصحابة رضوان الله عنهم، والصحابة كلهم ثقات عدول.
الثالث: أن الله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في كتابه الكريم بقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}، ولا خلاف في تواتر القرآن الكريم.
الرابع: أن قولهم: إنه لم يره إلا أهل مكة غير صحيح، بل قد رآه السُّفَّار الذين قدموا من أماكن مختلفة (١).