قوله:((الخامَة)): بتخفيف الميم: هي القصبة اللينة من الزرع.
وقوله:((الْأَرْزَةِ)): هي شجرة الصنوبر، وقيل: شجرة تشبهها.
وقوله:((مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا))، أي: تُمِيلها- الريح يمينًا وشمالًا، إلا أنها لا تُسقطها، فهذا مثلُ المؤمن حين تصيبه المصائب والأمراض والنكبات، فيكفِّر الله بها من سيئاته، ويرفع بها درجاته.
وقوله:((وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ)): وهي شجرة قوية صُلبة لا تُميلها الريح، بل تبقى ثابتةً صُلبة.
وضرب الأمثال فيه فوائد عدة، منها: أنه يجعل الذهن ينتقل من الأمر الحسي- وهو هنا الريح التي تميل الخامة يمينًا وشمالًا- إلى الأمر المعنوي- وهو هنا تكفير السيئات ورفع الدرجات-؛ فيتقرر الأمر في النفس زيادةَ تقرر.
فبضرب المثل بهذا الأمر الحسي انتقل الذهن منه إلى المؤمن الذي لا تؤثر فيه المصائب والنكبات، كما لم تؤثر الريح في الخامَة من الزرع، وانتقل إلى الكافر الذي يَسْلَم- في الغالب- من المصائب والنكبات حتى يهلكه الله مرة واحدة.