الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أو زمرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
ومن أوصاف أهل الجنة: أنهم لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، ولا يتفلون.
ومن المعلوم: أن الذي يأكل ويشرب لا بد أن يكون له تفل، وتفل أهل الجنة يكون عرقًا كرشح المسك، ثم تضمر بطونهم، فإذا أكلوا أو شربوا تجشؤوا وخرج العرق كريح المسك، فضمرت بطونهم.
وهم كذلك لا يمتخطون ولا يبصقون، كما أنهم لا يمرضون ولا يسقمون، ولا يهرمون ولا يشيبون، فكلهم شباب، لا تبلى ثيابهم ولا تتسخ، وفوق ذلك فهم لا يموتون.
والمشط الذي يمشطون به شعورهم من الذهب، ولكن: أليس الذهب حرامًا على الرجال؟
والجواب: بلى، لكن هذا محرم على رجال أهل الدنيا، أما في الجنة فقد أباحه الله لهم، فلا تكليف في الجنة، فالرجال يلبسون كل ما كان محرمًا عليهم في الدنيا من الذهب والحرير وغيرهما.
ومن أوصافهم: أن أخلاقهم على خُلُقِ رجلٍ واحد، روي هكذا بضمتين ((على خُلُقِ))، وروي- أيضا- بفتح الحاء وسكون اللام:((عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ))، يعني: في الخَلْق والجسم، على خَلْق آدم عليه السلام طولهم في السماء ستون ذراعًا، هذا طول الواحد من أهل الجنة، وأما عرضه فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:((عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ)) (١)، لكن الحديث ضعيف، ففي إسناده علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف.
(١) أخرجه أحمد (٧٩٣٣)، وفي سنده علي بن زيد بن جُدعان، قال الحافظ- في التقريب (٤٧٣٤) -: ضعيف.