قوله:((حُجْزَتِهِ)): هي مَعقِد الإزار والسراويل، وفي الرواية الأخرى:((حِقْوَيْهِ))، وهما بمعنى واحد، والمراد هنا: ما يُحاذي ذلك الموضع من جنبيه.
وقوله:((تَرْقُوَتِهِ)): هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
وفي هذا الحديث: أن المؤمنين العصاة منهم من تأخذه النار إلى كعبه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبته، ومنهم من تأخذه إلى ما يُحاذي مَعقِد إزاره، ومنهم من تأخذه النار إلى كتفه، وذلك على حسب أعماله السيئة.
وأما الكافر فإن النار تغمره وتسلخه من جميع الجهات- نعوذ بالله تعالى- كما قال الله تعالى:{لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}، وقال سبحانه:{لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}، أي: فراش وغطاء، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}، فالكافر تصلاه النار من جميع الجهات، من فوقه، ومن تحته، ومن أمامه، ومن خلفه.