للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨٥٣] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ )) قَالُوا: بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ) ثُمَّ قَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ )) قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ((كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ)).

[خ: ٤٩١٨]

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ، غَيْر أَنَّهُ قَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ)).

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ)).

قوله: ((مُتَضَعِّفٍ)): رويت بفتح العين المشددة، يعني: من يستضعفه الناس ويحتقرونه لفقره وخموله، وإن كان عند الله عظيمًا، وفي هذا تسلية للفقراء الخاملين.

أما رواية: ((مُتَضَعِّفٍ)): بكسر العين المشددة، فالمراد: المتواضع الذي يُظهِر الضعف حتى يألفَه الناس، وإن كان ليس له مكانة في المجتمع ويحقره بعض الناس لكنه له مكانة عند الله فلو أقسم على الله لأبر الله قسمه.

فأهل الجنة هم الضعفاء المتضعفون المؤمنون بالله واليوم الآخر، الذين يستضعفهم الناس ويحتقرونهم لفقرهم وخمولهم، أو المتواضعون الذين يُظهرون الضعف حتى يألفهم الناس.

وأما قوله: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ)): الجواظ أصح ما قيل فيه أنه: الجَمُوع المنوع، الذي يجمع المال من حلاله ومن حرامه، ثم يمنع الواجب فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>