وقوله:((هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ)): شبَّه الفتن بالقطر لكثرتها وعمومها، أي: إنها كثيرة وعامة لا تختص بطائفة دون طائفة.
وفي هذه الأحاديث: دليل من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم؛ حيث وقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام كما أخبر.
وفيها: التحذير من الدخول في الفتن، وأنه مَن وَجَدَ ملجأً فليعذ به، أي: فلينأ عن هذه الفتن ويبتعد عنها، ولا يشارك فيها، وأنه كلما ابتعد الإنسان عن الفتن كان ذلك أسلمَ لدينه.
وقوله:((سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ)): لأن القائم متهيئ لِدُخولها، والمشاركة فيها، ((وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي)): الماشي هو الذي يمشي رويدًا، فهذا خير من الساعي، وكلما بعد الإنسان عن الفتن كان أسلمَ لدينه.