قوله:((وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ))، يعني: مثل قوله صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر-: ((بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأ غَرِيبًا، فطوبى للغرباءَ)) (١)، يعني: إذا حصلت هذه الأمور فهذا هو وقت غربة الإسلام.
وقوله:((مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا)): القفيز: مكيال معروف عند أهل العراق، وهو يعادل ستة وثلاثين صاعًا.
وقوله:((وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا)): الْمُدْيُ: مكيال معروف عند أهل الشام، يسع تسعة عشر صاعًا والجمع: أمداء، وهو غير الْمُدِّ.
وقوله:((وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا)): الإردب: مكيال معروف عند أهل مصر، وهو يعادل أربعة وعشرين صاعًا.
واختلف العلماء في معنى المنع الوارد في هذا الحديث، على أربعة أقوال:
الأول: أن أهل تلك البلاد يُسلمون، فتسقط عنهم الجزية؛ لأنهم أسلموا، وهذا القول مرجوح.
الثاني: أن الروم، والنصارى يستولون على هذه البلاد في آخر الزمان،