وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ))، فذكر أن هذه الخصال موجودة في النصارى، وذلك أن النصارى ألين قلوبًا من اليهود، وأقرب إلى الخير منهم، وهم الآن يبذلون أموالًا طائلة للدعوة إلى دينهم، ويصبرون على المشقة العظيمة، حتى إنهم يأتون إلى البلدان الفقيرة، ويجلسون فيها السنين الطوال في سبيل دعوتهم إلى دينهم، وهذه الخصال في المسلمين أكمل وأقوى؛ لأن المسلمين يقومون بهذه الخصال عن إيمان بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، واحتساب للأجر والثواب.
وهذا مثل قول الله تعالى:{لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون}.