للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: ((عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ) يعني: عند حصن بني مغالة.

وقوله: ((فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ) يعني: أشهد أنك مرسل إلى العرب، لا إلى العجم.

وقوله: ((فَرَفَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) يعني: رفسه برجله.

وقوله: ((فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ)): الزمزمة: صوت النار، يعني: هو جالس على قطيفة، وله صوت غير معروف.

وقوله: ((فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ) أي: يختفي ليسمع من كلامه، حتى يستدل به على أمره، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت ما بُيِّن له الدجال بشخصه وعينه، وإن كان قد بينت له الأوصاف.

وقوله: ((لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ) يعني: تبين أمره مما نسمع من كلامه.

وقوله: ((تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ)): تعلَّموا بمعنى: اعلموا، أي: اعلموا أن ربكم ليس بأعور.

وقد استدل العلماء بهذا الحديث على إثبات العينين لله عز وجل، وأن الله سبحانه وتعالى له الكمال في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وأسمائه، وأن له عينين سليمتين، وأن الدجال أعور، والله ليس بأعور.

ومن هنا قالوا: إن المراد بقوله تعالى: {تجري بأعيننا} المراد به: عينَا الله عز وجل، كما دل عليه الحديث، كما أن لله تعالى يدين، بدليل قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان}، وقوله: {لما خلقت بيدي}، وأن المراد بقوله تعالى: {مما عملت أيدينا} يَدَا الله تعالى.

وهناك علامتان في الحديث تدلان على كذب ابن صياد في دعواه، وكذب الدجال في دعواه الربوبية:

الأولى: أن الدجال أعور، والله تعالى ليس بأعور.

الثانية: أن الدجال رؤي في الدنيا، والله تعالى لا يُرى في الدنيا، لكن

<<  <  ج: ص:  >  >>