وقوله:((فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَكُلِّ مُسْلِمٍ)): وجاء في الحديث الآخر: أنها من جهة اليمن، وأنها لا تترك أحدًا، ((فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، أَوْ إِيمَانٍ، إِلَّا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ))، ثم بعد ذلك لا يبقى إلا الكفرة، فعليهم تقوم الساعة.
وقوله:((وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ)): يتهارجون، يعني: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، والهَرْج: الجماع، يقال: هرج زوجته، أي: جامعها، وهم مع ذلك يعبدون الأصنام، والأوثان فعليهم تقوم الساعة- نعوذ بالله.
وقوله:((حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ)): قال النووي رحمه الله: ((هو بخاء معجمة وميم مفتوحتين، والخَمَر: الشجر الملتف الذي يستر مَن فيه، وقد فسره في الحديث بأنه جبل بيت المقدس)) (١)، يعني: أن يأجوج ومأجوج إذا شربوا الماء انتهوا إلى جبل الخَمَر، وهو جبل بيت المقدس.
فإذا وصلوا إلى جبل بيت المقدس قالوا:((لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا))، أي: يرسلون نشابهم ويرمونها في السماء، فترجع عليهم مخضوبة بالدماء ابتلاءً، وامتحانًا لهم، فيقولون: قتلنا أهل السماء، ثم يهلكهم الله بعد ذلك.