للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومأجوج، والمهدي، ونزول عيسى عليه السلام من المألوف؛ لأن غالبهم من البشر، ومشاهدة البشر مألوفة، بخلاف طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة فإنها غير مألوفة، فأول الآيات السماوية غير المألوفة: طلوع الشمس من مغربها.

وقوله: ((إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا)): فإذا طلعت الشمس من مغربها انقطعت التوبة، قال صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، ولَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبَها)) (١)، وقال تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا}، وقد جاء في تفسير قوله تعالى: {أو يأتي بعض آيات ربك}: أنها طلوع الشمس من مغربها.

وقوله: ((وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى)): هذه الدابة قيل: هي الجساسة، وقيل: هي دابة الأرض المذكورة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}، وجاء في الحديث الآخر: ((تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ، فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ)) (٢).


(١) أخرجه أحمد (١٦٩٠٦)، وأبو داود (٢٤٧٩).
(٢) أخرجه أحمد (٢٢٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>