في هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال- لما سئل عن الساعة-: ((إِنْ يَعِشْ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ))، وقوله:((قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ)): له تأويلان عند أهل العلم:
الأول: أن المراد بـ ((قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ)) يعني: يموت هؤلاء المخاطبين، أو يموت ذلك القرن، ومن مات فقد قامت قيامته.
الثاني: أن المراد بـ ((قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ)): أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ظن أن الساعة تقوم في زمانه، ثم بين له الله عز وجل أنها لا تقوم إلا بعد زمانه بدهر طويل، وبعد أشراط الساعة الكبار، والأقرب: التأويل الأول.
قوله:((تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ)): اللِّقحة هي: ذات اللبن من الإبل، والمعنى: أن الرجل يحلب اللبن، وقبل أن ((يَصِلُ الْإِنَاءُ إِلَى فِيهِ)) تقوم عليه الساعة.
وقوله:((وَالرَّجُلَانِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْبَ))، أي: القماش، فلا يتبايعانه حتى تقوم عليهما الساعة.
وقوله:((حَتَّى تَقُومَ وَالرَّجُلُ يَلِطُ فِي حَوْضِهِ))، يعني: يُطَيِّنه، فتقوم الساعة وهو على هذه الحالة، والمراد بالساعة: القيامة، وهي صيحة إسرافيل عليه السلام، حين يأمره الله عز وجل فينفخ في الصور نفخة يطوِّلها، فيفزع الناس، ثم لا يزال الصوت يقوى حتى يصعق الناس ويموتوا، فهي نفخة طويلة؛ أولها: فزع، وآخرها: صعق وموت.