بدأ الإمام مسلم بكتاب الإيمان، وهكذا كتب الجوامع، فالبخاري رحمه الله ابتدأ بكتاب بدء الوحي؛ لأن الهدى والخير والعلم إنما جاء من طريق الوحي، ولأن الإيمان إنما يُعلَم بالوحي، والعلم إنما طريقه الوحي.
ومسلم رحمه الله يجعل الحديث في سياق واحد ويجمع طرقه في مكان واحد، فتحصل بذلك فوائد متعددة، مما يظهر قوة الحديث، ويسهل الاستنباط، ويبين المبهم، ويوضح المشكل، ويبين الزيادة والنقص ويوضح ما خفي، ويُظهِر اسم مَن لم يُسَمَّ.
بينما الإمام البخاري رحمه الله يكثر التراجم، ويقطع الأحاديث للاستدلال بها على التراجم؛ ولهذا قال العلماء: فقه البخاري في تراجمه، وبهذا فاق الإمام مسلم رحمه الله الإمام البخاري رحمه الله في الصنعة الحديثية، وإن كان البخاري رحمه الله قد فاقه من جهة الصحة.
ولهذا قال القائل- لما سُئل عن الشيخين البخاري ومسلم (١) -: