للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا الحديث: أن التثاؤب من الشيطان، ومجموع ما ورد من النصوص حول التثاؤب: أنه يشرع للإنسان إذا تثاءب ثلاثة أمور:

الأول: أن يكتم ما استطاع.

الثاني: أن يجعل يده على فمه، سواء يده اليسرى، أو اليمنى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد ذلك.

الثالث: ألا يقول شيئًا، فلا يقول: ((ها)) ولا يتكلم بقراءة ولا غيرها، وثبت في الحديث: ((التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ)) (١).

قال القاضي عياض رحمه الله: ((وقوله: ((فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ) قال الإمام المازري: قال ابن عرفة- فى قوله: {والكاظمين الغيظ} -: الكاظم: الممسك على ما في قلبه، وأصله: في الكظم للبعير، وهو أن يردد فى حلقه، وكظم فلان غيظه: إذا تجرعه، وكظم خصمه: إذا أجابه بالمسكت فأفحمه، وكظَّه كذلك- أيضًا.

قال القاضى: أمر النبى صلى الله عليه وسلم بكظم التثاؤب ورده، ووضع اليد على الفم؛ لئلَّا يبلِّغَ الشيطانَ العدوَّ أملَه فى المسلم بكل ما يسوءه، ويكره منه، من تشويه صورته، ودخوله فى فمه، وضحكه منه، وتفله فيه؛ ولهذا- والله أعلم- أمر المتثائب بالتفل؛ لطرح ما عسى أن يكون ألقاه الشيطان فى فيه، أو لما مسه من ريقه إن كان دخل)) (٢).


(١) أخرجه البخاري (٣٢٨٩).
(٢) إكمال المعلم، للقاضي عياض (٨/ ٥٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>