ثم بعد ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:((أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟ ))، فقال الصديق رضي الله عنه:((بَلَى، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ))، فلما ارتحلا لحقهم فارس، وهو سراقة بن مالك، ففزع الصديق رضي الله عنه، وصار يكثر الالتفات، وقال:((يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُتِينَا، فَقَالَ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم))، فاستجاب الله دعاءه في الحال، فـ ((فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا))، يعني: نزلت قوائم فرس سراقة بن مالك في الأرض، وكان ذلك قبل إسلامه، حيث لحقهما، وكانت قريش تطلب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وجعلت مكافأة مجزية لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه حيًّا، أو ميتًا، وهي مائة ناقة.