للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا الحديث: أنه ينبغي للعلماء والأئمة أن يكونوا قدوة في الإصلاح بين الناس، فبنو عمرو بن عوف حصل بينهم شر وخلاف، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليصلح بينهم والإصلاح بين الناس من الحسنات العظيمة التي اعتنى بها الشرع قال الله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء وجه الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا}؛ ولهذا جعل الشرع للمصلح بين الناس الذي يتحمل بذمته أموالًا جزءًا من الزكاة، ولو كان غنيًّا، فيعطى من الزكاة ما يسدد به دينه لقاء هذا العمل النبيل.

وفيه: أن الإمام إذا تخلف يصلي أحد الناس وَلَا يحبسهم.

وفيه: أن الإقامة تكون قريبة من الصلاة.

وفيه: أن الإمام له أن يتخلف للحاجة أو للمصلحة الراجحة عن الإمامة؛ ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم الإمامة وذهب يصلح بين الناس.

في هذين الحديثين: جواز أن يقلب الإمام نيته في الصلاة فيصير مأموماً، والعكس، كما في قصة تقدم أبي بكر رضي الله عنه في مرض موت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان إمامًا، ثُمَّ جاء النبي صلى الله عليه وسلم، وصفَّ إلى جنبه، فصار مأمومًا بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>