قوله:((يَتَأَوَّلُ القرآن))، يعني: يعمل بالقرآن، ويأتمر بما أُمر به في قوله تعالى:{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا}.
وقولها:((إِنِّي لَفِي شَأْنٍ، وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ)) تعني: أنها مهتمة بأمر، وهو في أمر آخر صلى الله عليه وسلم؛ فقد ظنَّته صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بعض نسائه، فوجدته يصلي ويقول:((سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)).
في هذا الحديث: أن عائشة رضي الله عنها وضعت يديها على بطن قدميه صلى الله عليه وسلم، وقد احتج به بعضهم على أن الساجد يلاصق قدميه، والصحيح أنه لا يلزم منه هذا.
وفيه: فضل هذا الدعاء وعظمته ومشروعيته، وهو:((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ، كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ))، والمعنى: أستعيذ بصفة الرضا من صفة السخط، وأستعيذ بفعل المعافاة من فعل العقوبة، وأستعيذ بالله من الله، فلا أحد يستعاذ به غير الله، وَلَا يستعاذ بشيء خارج عن مشيئة الله وقدرته.