للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيها: أن حل الغنائم من خصائص هذه الأمة، وكانت الأمم السابقة تجمع الغنائم، فإذا قبلها الله جاءت نار من السماء فأكلتها.

وقوله: ((وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ بَيْنَ يَدَيْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ) أي: أنه إذا كان بينه وبين العدو مسافة شهر خاف العدو ورعب، وكذلك من تبع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى به، واتبع سنته، وعمل بشرعه، ونصر دينه- ينصره الله على عدوه بالرعب.

وفيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة العظمى يوم القيامة.

وقوله: ((وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا)) استدل به المحققون على أن الماء مطهر، وأنه رافع للحدث، وأن التراب- أيضًا- مطهر كالماء إذا عدم الماء، وأن التيمم يرفع الحدث، فلا يبطل إلا إذا وجد ناقض من نواقض الوضوء، أو وجد الماء.

وذهب جمهور الفقهاء إلى أن التيمم مبيح لا رافع، وأنه يبطل بخروج الوقت (١)، والصواب: أنه كالماء يرفع ويصلي به وقتًا، ووقتين، وثلاثة، وأربعة، ما لم يُحدث.

وقوله: ((تَنْتَثِلُونَهَا) يعني: تستخرجون ما في خزائن الأرض من الكنوز في الفتوحات، ومن ذلك: كنوز كسرى وقيصر لما فُتحت، كأن أبا هريرة رضي الله عنه يقول: مضى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه، وأنتم الآن تستخرجون هذه الكنوز بالفتوحات.

وقوله: ((وَأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ)) جوامع الكلم: القرآن والسنة، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ)) (٢)، فهذا من جوامع الكلم، لأنه يجمع الدين كله؛ ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) (٣).


(١) حاشية الدسوقي، للدردير (١/ ١٥٥)، مغني المحتاج، للخطيب الشربيني (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣)، الإنصاف، للمرداوي (١/ ٢٩٦).
(٢) أخرجه مسلم (٣٨).
(٣) أخرجه مسلم (٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>