قوله:((وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ)) المعنى: أنهم كانوا في أول الصلاة متجهين إلى بيت المقدس، وفي آخرها إلى الكعبة، فهي صلاة واحدة صلوا فيها إلى قبلتين.
في هذه الأحاديث: دليل لمن احتج من العلماء على أن الإنسان إذا صلى في الصحراء إلى جهة، ثُمَّ تبين له بعد الصلاة أنها غير جهة القبلة، فصلاته صحيحة، وإن تبين له أثناء الصلاة فإنه يستدير إلى القبلة وصلاته صحيحة، كما فعل أهل القبلتين، أما إذا كان في البلد، أو في المدن والقرى الإسلامية وصلى إلى غير القبلة فإنه يعيد؛ لأنه يستطيع أن يسأل، ويستطيع أن يرى المسجد ومحرابه.
وقوله:((بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ)) من أسماء صلاة الفجر.
قوله:((فَنَادَى أَلَا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ، فَمَالُوا)) دليل على قبول خبر الواحد؛ ولهذا قبل به أهل مسجد قباء.