قوله:((وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مَنْ دُونِ اللهِ))، أي: كفر بالطاغوت، فمن لم يكفر به لا يكون موحدًا، بل يكون مشركًا، كما قال الله تعالى:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده}، فلا بد من البراءة من كل معبود سوى الله؛ لأن التوحيد لا يتحقق إلا بالإيمان بالله، والكفر بالطاغوت، وهذا من شروط لا إله إلا الله.
وقوله:((مَنْ وَحَّدَ اللهَ)): دليل على أن المراد من كلمة الشهادة: التوحيد، وليس المراد قولها باللسان فقط، وهذا يعتبر تفسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم:((مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ))؛ لأن النصوص يفسر بعضها بعضًا.