للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتمد السيد في دراسته لمصادر العقيدة الإسلامية وبخاصة لدراسة الأحاديث النبوية على منهج الأثر التاريخي، ويرى أن امتداد الزمن قد أوجد أحاديث روايات موهومة لا حقيقة لها في الوجود، وهو لا يختلف كثيرا في استنباط النتيجة هذه عن جولدتسيهر (Goldziher) وشاخت (Schacht)، فيثير شبهات حول الكتب الستة وغيرها، ويرى أن من أسباب الوضع أن يفقد الارتكاز مع امتداد الزمن وقبول الوقائع الخارقة للعادة بحسن الاعتقاد.

واعترض على منهج المحدثين القدامى بما فيهم البخاري ومسلم، فنظر إلى منهج المحدثين نظرة المستشرقين الذين جاؤوا بعده فيرى أن الأحاديث قبلت وصححت اعتمادا على السند فقط لم ينظر في تصحيحها إلى المتن ودرايته (١).

ووضع لنفسه أصولا وشروطا لقبول السنة وخلاصتها كما يلي:

١ - أن يكون الحديث المروي قول الرسول صلى الله عليه وسلم حقا أو أن توجد هناك شهادة على أن الألفاظ التي أتى بها الراوي هي الكلمات النبوية بعينها، وأن لا تكون للألفاظ الواردة في الحديث معان سوى ما ذكرها الراوي.

٢ - وأن لا يكون مخالفا لما ورد في القرآن من أقوال وأحكام وأحداث.

٣ - وأن لا يكون مخالفا لما ورد في التاريخ المحقق.

٤ - وأن لا يكون فيه شيء يدل على خارق العادة والطبيعة أو يخالف العقل.

واتهم المحدثين عامة بأنهم قد ذكروا بعض هذه القواعد ولكنهم لم يطبقوها على كتب السنن، (٢) وأنكر في ضوء الضوابط التي اختارها لنفسه كثيرًا من الأحاديث الثابتة الصحيحة في الصحيحين وغيرها من كتب السنة وفرَّق بين أحاديث قالها الرسول بحيث إنه رسولًا وبين أحاديث تكلم بها بحيث إنه بشر (٣).


(١) ينظر خطبات أحمدية للسيد ص: ٣٥٣.
(٢) ينظر مضامين سر سيد ترتيب: مولنا إسمعيل مجلس ترقي أدب لاهور ط /٢ - ١٩٨٤ م ١/ ٢٣ - ٣٥.
(٣) ينظر خطبات أحمدية للسيد ٢/ ٣٣٤.