للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكشوفات الحديثة معتمدًا فقط على دراسة القرآن رافضا كل مصدر آخر من السنة والإجماع والقياس.

واختار منهج المستشرق نولدكه (Noldeke) في تقسيم السور إلى مكية ومدنية وبنى هذا التقسيم على نظرية التطور في الوحي وإن كان تقسيمه يختلف إلى حد ما عن تقسيم نولدكه، فقد بنى تقسيمه على مقتضيات التجدد (١).

واعترف بالنسخ في القرآن بخلاف سيد أحمد خان إلا أنه سمى الناسخ والمنسوخ باسم جديد وهو "المطلق والمقيد"، ورأي أن هذا التوضيح يساعده في توجيهه آيات الجهاد إلى جهاد دفاعي (٢).

وانطلق من منطلق أن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم كنظرة عامة المستشرقين، فينسب كلام الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: ..... لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى أن معصية تعدد الأزواج بدأت تنتشر بشكل رهيب في العرب، فآخر وسيلة استخدمها ليمنع الناس من هذه المعصية إعلانه في القرآن {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} (٣) (٤).

واتجه اتجاه المستشرق هاملتون جب (Hamilton Gibb) في قوله: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مصلحًا اجتماعيًا إلا أنه استطاع أن يوجه الإنسانية الجاهلية المنغرقة في الأوهام إلى التمسك بوحدانية الخالق، وربّى فيهم الخلق الفاضلة وعظَّم فيهم قدر المرأة، فقد حدد التعدد في الزواج وذم على استعباد الإنسان وقضى على عادة قتل الأولاد (٥).


(١) ينظر تحقيق الجهاد لجراغ علي، ترجمة مولوي غلام حسنين، حيدرآباد ص: ٢٠٢ - ٢١٢.
(٢) ينظر رسائل لجراغ علي ص: ٤٢ - ٤٣، ١١٢.
(٣) سورة النساء: ١٢٩.
(٤) ينظر أعظم الكلام لجراغ علي ص: ٢/ ٢٥٢.
(٥) ينظر تحقيق الجهاد لجراغ علي ص: ٧٨.