للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يكن شبلي في منهجيته الجديدة مثل صاحبه السير سيد أحمد خان معتزليًا جديدًا ورافضا للمناهج القديمة. بل جمع بين المنهج اليوناني الكلامي القديم والمنهج الاستشراقي الجديد. واعتبر علم الكلام القديم والعقلية الجديدة شيئين مترادفين، رغم كونه يقبل نتائج الفلسفة الغريبة الحديثة المعتمدة على العلوم الجديدة، اعتقد بأن ذلك الجزء من علم الكلام الذي كان ساريًا في القرن العاشر الهجري إلى الثالث عشر الهجري فلا بد من تأثيره إلى هذا اليوم وأصرَّ على استخدامه في دراسة العقيدة، إذ أن امتداد الزمن على منهج ما لا يحدث التغيير في عمليته، إلا أنه لا بد من تجديد تصورات علم الكلام الكلاسيكية بمصطلحات تفهم في هذا الزمن.

وقسّم علم الكلام إلى قسمين: قسم وجد نتيجة مقاومة الفلسفة اليونانية، وآخر وجد نتيجة مناظرات بين الفرق الإسلامية المختلفة، فاهتم بالقسم الأول ليفيد به في مقاومة التيار الاستشراقي (١).

واتبع المنهج الطبيعي المتأثر بالاستشراق في إنكار المعجزات بحجة أنها لا ترغب في الإيمان بالوحي الإلهي إنما تكره المرء على الإيمان بهذا الدين، ورأى أن الروح يعمل عمل الوحي ويميز بين الخير والشر وترتقي وتتطور بالأخلاق الحسنة ويشير في ذلك كله إلى أنه يقلد جلال الدين الرومي (٢).

ولعل شبليًا أول عالم إسلامي حاول أن يجعل فلسفة الرومي التطوري بمقابل المنهج التطوري الدارويني، واكتشف أن هناك عناصر مشتركة بين فلسفة الرومي والعلوم الجديدة وهي كما بينها: المادة، القوة، العقل، وقانون الثقل والموت في جسم الخلايا الحيوانية وأفعال الاستبدال في الاتحاد (٣).


(١) ينظر علم الكلام لشبلي النعماني ص: ٤ - ٣٠، ٣ - ٣١، ٥٩ - ٦٠.
(٢) ينظر سوانح مولانا رومي (حياة جلال الدين الرومي) لشبلي النعماني دار المصنفين أعظم كره ١٩٣٨ م ص: ١٢٠ - ١٢٣، وينظر لترجمة الرومي ص: ٦٣٣ في هذا البحث.
(٣) ينظر سوانح مولانا رومي (حياة جلال الدين الرومي): لشبلي النعماني دار المصنفين أعظم كره ١٩٣٨ م ص: ١٧٤ - ١٧٥.