للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن الجواب على هذه التساؤلات المبتدعة عند وليم جيمز (William James) ونيتشه Nietzche)) (١) .

ونهج المنهج المادي متأثرا بالمستشرق جوته (Goethe) عند ما يرى أن الإسلام نتيجة تصادم قوتين: هما الروحانية والمادية، ويستدل على ذلك بأن الإسلام جامع بين الروح والمادة (٢).

ويبدو أن منهجه الطبيعي ممتزج بالفكر الصوفي إذ ذهب به إلى الاعتراف بأن هناك في القلب وجدانا أو نورا سماه القرآن بالفؤاد، فيرى أن هذا الوجدان إذا ربيناه يتقوى، وإذا تقوى يصل بنا إلى حقائق ما وراء الحواس، وأن اطلاعاته لا تخطئ أبدا، ومن ثم يرى أن هذا وسيلة من وسائل العلم يُعتمد عليها كاعتمادنا على المشاهدة، وتسميتها بالعلم الباطني أو العلم الصوفي أو خارق العادة لا تقلل عن قدرها، إذ أن الإنسان اعتاد أن يعبر مدركاته ومحسوساته عند الضرورة حتى وصل إلى التعرف على الطبيعة التي هي معروفة لدينا اليوم (٣).

ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اهتم بهذه المشاهدات والكاشفات في قصة ابن الصياد (٤) وعلى هذا الأساس يعترض إقبال على الماديين عامة بأنهم افترضوا -بدون تحقيق وتفحص- أصلا يقول: إن العلم علم إذا أدركه الحواس الخارجية، وإذا تسلمنا صحة هذا الأصل يلزمنا الإنكار لذواتنا وأنفسنا، ثم يستدل على ذلك بقول المستشرق هاكنغ (Hacking)، الذي قال: "مشمولات الشعور الديني يمكن رؤيتها بالنظرة أو الرؤية العقلية" اهـ (٥).


(١) ينظر تشكيل جديد لإقبال ص: ٧، ١٦ - ١٧.
(٢) ينظر المرجع السابق ص: ١٣.
(٣) ينظر المرجع السابق ص: ٢٣ - ٢٤.
(٤) ينظر المرجع السابق: ص: ٢٣ - ٢٤.
(٥) ينظر المرجع السابق: ص: ٢٨ - ٣١.