ووصف السمات الجديدة له عند المتأثرين بالاستشراق وتحليلها ونقدها بالمقارنة بين المنهجين، واعتمد في النقد على الكتاب والسنة وأقوال سلف هذه الأمة، وأقوال من سلك مسلكهم.
٢ - بدأ الباحث في تقويم الآثار الاستشراقية بعرض آراء المتأثرين بالاستشراق بتحليل العبارة تحليلا علميا، فميز بين الخطأ والصواب إن وجد وأظهرهما، وحاول أن يبين الظاهرة الاستشراقية في تلك الآراء، وحدد الشبهة ثم حاول تفنيدها بمنهج علمي سليم مثبتا الحق في الموضوع.
٣ - حاول الباحث أن يميز بين رأي المستغرب وما يرد على لسانه من رواية، وذلك بأن ينظر في الرواية من حيث ثبوتها وعدمه بعرضها على منهج المحدثين، ونظر في الرأي وحاول تقويمه بعرضه على قواعد الفهم السليم ومقاييسه.
٤ - وإذا كانت الشبهة واردة من غير دليل ومن غير استناد إلى مصدر، حاول الباحث التعرف على المصدر بالرجوع إلى مظانها، وقارنها بالمصادر الأصلية.
٥ - كثرة الترجمة وتعريب النصوص غير العربية إلى العربية كانت من الأمور العائقة في البحث، ولا يعرف هذه الصعوبة إلا من مارسها، هذا إذا كانت الترجمة في موضوع أو في كتاب معين، وما ظنك لو كان هذا في موضوعات متعددة ومن لغات مختلفة ومن كتب متنوعة الأهواء والنوازع، فنقل الباحث النصوص غير العربية نقلا مباشرا عن كتبها الأصلية مترجمة إلى اللغة العربية ترجمة وافية بدقة وأمانة علمية، ووضع تلك الترجمة بين قوسين، واعتبرها نصا من نصوص المؤلف، وأما النصوص التراثية فرجع فيها إلى مصادرها الأصلية.
٦ - وكان من أشكل المشاكل في البحث الوقوف على التلفظ الصحيح للأسماء الغربية من المستشرقين وغيرهم، ومن ثم الوصول إلى تراجمهم الصحيحة، لأنه قد وقع تصحيف كبير لأسمائهم في المراجع غير الإنكليزية وبخاصة في المراجع الأردية، لأزالة هذه العقبة استعان الباحث -بعد الله- أستاذه ومشرفه الدكتور ف. عبد الرحيم حفظه الله، فدله على المظان التي يمكن بها العثور على التلفظ اللاتيني الصحيح لتلك