للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" اهـ (١)

وستبقى هذه الإيمانيات إلى يوم القيامة ولا يؤمن أحد إلا إذا آمن بهذه الإيمانيات الستة مثل ما آمن بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٢).

وأما العقل فقد خاطب الله من بداية الإسلام ولم ينتظر إلى أن يدخل في مرحلة العقل حسب زعم أمير علي، بل جعل العقل مناطًا للإيمان والعمل، "وهو شرط في معرفة العلوم وفي الأعمال وصلاحها، وبه يكمل الدين والعمل ولكنه لا يستقل بذلك، إذ هو غريزة في النفس وقوة فيها كقوة البصر، إن اتصل به نور الإيمان، والقرآن كان كنور العين إن اتصل به نور الشمس والنار، وإن انفرد لم يبصر الأمور التي يعجز وجوده عن إدراكها وإن أبعد بالكلية كانت الأقوال والأفعال أمورًا حيوانية" اهـ (٣).

ومما يدل على استعمال العقل وجعله مناطًا للإيمان والعقل: أنه تعالى قد مدح من أحسن استقدام العقل واستفاد به فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (٤).


(١) صحيح مسلم مع شرح النووي: ١ - ٢/ ٢٧٢ (٨).
(٢) سورة البقرة: ١٣٧.
(٣) مجموع الفتاوى لابن تيمية: ٩/ ٣٠٣.
(٤) سورة آل عمران: ١٩ - ١٩١.