المتأخرين، مثل لفظ "الجسم" و "الجوهر" و "المتحيز" و "الجهة" ونحو ذلك ..... ولا يعدل إلى هذه الألفاظ المبتدعة المجملة، إلا عند الحاجة، مع قرائن تبين المراد بها، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها، وأما إن أريد بها معنى باطل نفي ذلك المعنى، وإن جمع بين حق وباطل أثبت الحق وأبطل الباطل" اهـ (١).
ومن صفات الله العلى أن الله تعالى مستو على عرشه العظيم، ومنها هو عال فوق كل شيء، وهو بائن عن خلقه. ولما أنه قد تخبط بعض المتأثرين بالاستشراق في إثبات هاتين الصفتين لله عز وجل أعني بهما صفتي الاستواء والعلو، بل أنكر بعضهم حقيقة عرش الله العظيم، خصصنا هذا المبحث لمطلبين: المطلب الأول: حقيقة العرش والاستواء. والمطلب الثاني: مباينة الخالق عن الخلق.