للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني (٥٣٥ هـ) بابًا في بيان استواء الله عز وجل على العرش والباب مشتمل على فصول منها: فصل في بيان أن العرش فوق السموات وأن الله عز وجل فوق العرش (١).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (٧٢٨) صفة العلو، وصفة الاستواء في عديد من كتبه وأثبتها بالأدلة النقلية والعقلية (٢).

وأثبت القاضي أبو العز الحنفي العرش والكرسي واستواء الرب على عرشه العظيم، بعد أن جمع النصوص الواردة في ذلك ذكر أقوال السلف في إثبات العرش والاستواء.

ومن هذه الأقوال ما روي عن مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة رحمه الله عمن قال: لا أعرف الله في السماء أم في الأرض؟ فقال: قد كفر، لأن الله يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وعرشه فوق سبع سماواته، قلت فإن قال: إنه على العرش، ولكن يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أنه في السماء فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر (٣).

وأما ابن القيم رحمه الله فقد ذكر تأويلهم الاستواء بالاستيلاء وأبطله من اثنين وأربعين وجهًا (٤).


(١) ينظر كتابه: الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة والجماعة، دار الراية للنشر والتوزيع الرياض، ط/ ١، ١٤١١ هـ: ٢/ ٨٣.
(٢) ينظر على سبيل المثال: التدمرية ص: ٨١ - ٩١، والعقيدة الواسطية مع شرح الشيخ ابن العثيمين ١/ ٣٧٣ - ٤١٨.
(٣) شرح عقيدة الطحاوية لأبي العز: ص ٢٤١.
(٤) وقد ذكرتْ هذه الوجوه في مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم، توزيع رياسة إدارة البحوث الرياض -وبسط القول في الصواعق المرسلة تحقيق د/ علي الدخيل الله- دار العاصمة الرياض ط/ ١ - ١٤٠٨ هـ ينظر ص: ٤/ ١٢٧٧ وما بعدها.