للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تناول المسألة الشيخ حافظ ابن أحمد حكمي بكل شرح وبسط، بعد أن ذكر إثبات الاستواء والعلو بوجوه في ضوء الأدلة السمعية والعقلية أورد أقوال السلف بدأً من أقوال الصحابة في ذلك إلى أن انتهى إلى أقوال الطبقة الثامنة بعد الصحابة (١)، وأفرد بعض السلف في المسألة كتبًا (٢).

أما المعطلة من الأشاعرة والجهمية فسروا الاستواء بالاستعلاء واستدلوا لتأويلهم هذا بدليل موجب وبدليل سالب (٣).

أما الدليل الموجب فقالوا إننا نستدل بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق

قالوا هذا البيت من رجل عربي، لا يمكن أن يكون المراد به استوى على العراق يعنى على العراق، إنما المراد به استولى على العراق.

وأما الدليل السلبي: فقالوا لو أثبتنا أن الله عز وجل مستوٍ على عرشه بمعنى العلو والاستقرار لزمت ثلاثة لوازم مستحيلة:

لزم من ذلك أن يكون محتاجًا إلى العرش، وهذا مستحيل، استحالة اللازم تدل على استحالة الملزوم.

لزم من ذلك أن يكون جسمًا: لأن استواء شيء على شيء بمعني علوه عليه أنه جسم.

لزم أن يكون محدودًا، لأن المستوي على الشيء يكون محدودًا.

هذه الأشياء الثلاثة التي زعموا أنها تلزم من إثبات الاستواء بمعنى العلو والارتفاع (٤). كلها باطلة وسنذكر بطلان ذلك عند المناقشة والرد.


(١) ينظر كتابه معارج القبول ١/ ٩٠ - ١٣٦.
(٢) مثلًا: كتاب مختصر العلو: للذهبي، تحقيق الألباني، المكتب الإسلامي ط /١ - ١٩٨١ م.
(٣) ينظر مثلًا: غاية المرام: للآمدي تحقيق حسن عبد اللطيف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القاهرة ١٩٧١ م ص: ١٤١.
(٤) شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين: ١/ ٣٧٥ - ٣٧٦، بتصرف.