للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - أن يكون العرش قبل خلق السموات والأرض مُلكا لغير الله.

٢ - أن الغالب من كلمة "استولى" أنها لا تكون إلا بعد مغالبة ولا أحد يغالب على الله.

٣ - أنه يصح أن تقول -على زعمهم- إن الله استوى على الأرض والشجر والجبال والإنسان والبعير لأنه "استولى" على هذه الأشياء، فإذا صح أن ننطق كلمة "استولى" على شيء صح أن ننطق "استوى" على ذلك الشيء لأنهما مترادفان على زعمكم، وهذه لوازم باطلة وممتنعة على الله عز وجل، وبطلان اللوازم يدل على بطلان الملزوم (١).

خامسًا: أما اللوازم التي ذكرها المعطلة فمنشؤها التشبيه والتمثيل، فشبهوا استواء الله باستواء الإنسان على الدابة وظنوا أن استواءه مثل استواء الإنسان على ظهور الأنعام، وألزموا على ذات الله ما يلزم للإنسان.

سادسا: أما قولهم: يلزم أن يكون محتاجًا إلى العرش فنرد على هذا الزعم بقول شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: "إن الله خلق العالم بعضه فوق بعض، ولم يجعل عالية مفتقرًا إلى سافلة، فالهواء فوق الأرض، وليس مفتقرًا إلى أن تحمله، والسماوات فوق الأرض وليست مفتقرة إلى حمل الأرض لها فالعلي الأعلى رب كل شيء ومليكه إذا كان فوق جميع خلقه كيف يجب أن يكون محتاجًا إلى خلقه أو عرشه! وكيف يستلزم علوه على خلقه أو عرشه! وكيف يستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار وهو ليس بمستلزم في المخلوقات، وقد علم أن ما ثبت لمخلوق من الغني عن غيره فالخالق سبحانه أحق به وأولى" اهـ (٢).

سابعا: أما قولهم: إنه يلزم من تفسير الاستواء بالعلو أن يكون له جسم، فجوابه: كل شيء يلزم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حق


(١) شرح الواسطية لابن العثيمين ١/ ٣٨١.
(٢) التدمرية لابن تيمية: ص: ٨٥.