للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأحضرته أمه فقال إني رسول الله، وهذا أمر قد وقع مطابقا لطبيعة الإنسان وفطرته، كما يحدث اليوم فيأتي الناس ويشكون من ولد شرير عند أمه ويقول أمه سلوه ... " اهـ (١).

وقال أيضا: "إن عيسى (عليه السلام) لما كان طفلا كان يلعب مع أطفال في سنه، ويقول لهم كما قال تعالى حكاية عنه: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} (٢).

.... فيكون تقدير الكلام هكذا: قد مرّ بعض الناس على عيسى (عليه السلام) وهو يصنع الطيور من الطين فقالوا له: ماذا تصنع؟ قال مجيبا لهم إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، كما ثبت ذلك في التاريخ ....

ثم أضاف قائلا: "والسؤال هنا: فهل كان هذا معجزة؟ وهل يدل النص القرآني على أن الطير كانت حية؟ فجواب كافة علماء الإسلام والمفسرين "نعم" ولكن جوابنا "لا" وهذا جواب كل عاقل شريطة أن يخلي ذهنه من كل تقليد وأن يحرر عقله من كل قيد، وأن يترك ما ورد في الروايات الواهية النصرانية، وأن يفكر في القرآن الكريم بنظر التحقيق والتمحيص" اهـ (٣).

وفسر السيد قوله تعالى: {وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى ... } (٤) بقوله: "وهذا الموضوع قد جاء في سورة آل عمران بلسان عيسى (عليه السلام) قال تعالى حكاية عن عيسى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} (٥).


(١) تفسير القرآن: ٢/ ٣٢ - ٣٣.
(٢) سورة المائدة: ١١٠.
(٣) تفسير القرآن للسيد: ٢/ ١٥١.
(٤) سورة المائدة: ١١٠.
(٥) سورة آل عمران: ٤٩.