للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولا: معجزة شق البحر ونجاة موسى وغرق فرعون قد اتفق على ثبوتها القرآن والتوراة، فقد جاء في التوراة: "مد موسى يده على البحر ... انشق الماء، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ... وتبعهم المصريون ... فمد موسى يده فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمة ... وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون ... لم يبق منهم ولا واحد" اهـ (١).

وهكذا وردت في التوراة تفاصيل هذه القصة، والسيد يقول بعدم وقوع التحريف اللفظي في التوراة ويحتج بها في كثير من الأحيان.

ثانيا: أما قول السيد: "إن شقّ البحر كان بسبب المد والجزر" اهـ فُيرد على هذا بأن السيد قد نسي سياق الآيات، ففي الآية السابقة قد بدأ الله في ذكر النعم التي منّ بها على بني إسرائيل، فمن تلك المنن أن فرق البحر لهم فأنجاهم وأغرق أعداءهم فرعون وقومه، قال تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ}، فالآية واضحة جدا في معناها، وإذا صار الافتراق من طبيعته فأي منة فيه تذكر؟ وإذا كان هذا الافتراق من المد والجزر فلماذا لم ينتظر فرعون إلى جزر آخر؟ (٢).

ثالثا: وأما قول السيد: "الضرب بمعنى الإسراع في المشي وقبل البحر "في" محذوفة في قوله تعالى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} .... " فهل عنده شاهد على هذا الحذف من كلام العرب؟ وهل تحذف حروف الجر في كل مكان بدون أي ضابط؟ وماذا يكون المعنى إذا حذفنا "في" من جملة "صلى في المسجد"؟ أو إذا حذفنا "ل" من جملة "دعا له" فهل المعنى في هذه الجمل واحد قبل الحذف وبعده؟ أو هذا له معنى وذلك له معنى؟ (٣).


(١) سفر الخروج الإصحاح رقم: ١٩.
(٢) ينظر تفسير ثنائي للأمرتسري ص: ٧٣٥.
(٣) ينظر المصدر السابق ص: ٧٣٥.