للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رابعا: أما القاعدة التي ذكرها السيد: إذا وقع الفعل الماضي جزاء للشرط له حالتان .... الخ فلا تصح هذه القاعدة إذ أن الفعل الماضي لا يقع جزاء للشرط وهو باق في معناه الماضي، بل يقع دليلا على الجزاء المحذوف، والمثال الذي ذكره السيد: "إن أكرمتني فأكرمتك أمس" لا يستقيم دليلا لما ذهب إليه، بل هو دليل على الجزاء كما قال المتنبي:

إن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال

ثم إذا نظرنا إلى نهاية الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} تيقنّا بأنها كانت آية من آيات الله صدرت معجزة على يد موسى عليه السلام، لبيان قدرة الله الكاملة على خلقه، ولكن السيد وأمثاله لا يؤمنون بهذه الآيات (١).

خامسا: من القواعد المطردة عند المفسرين وغيرهم من أهل اللغة: أن الكلمة دائما تجري على الحقيقة ما لم يصرفها صارف عن معناها الحقيقي، والسيد مقرّ بهذه القاعدة فيقول: "نحن المسليمين نعتمد على قاعدة مطردة وهي أن اللفظ يطلق على الحقيقة ما لم يصرفه صارف، والصارف قد يكون في سياق الكلام أو قد يكون قرينة في غير هذا المكان، فيصرفه هذا الصارف إلى المعنى التسلسلي، وقد نسميه مجازا أو استعارة" اهـ (٢).

فلماذا حاول السيد تحريف كثير من الكلمات التي وردت في شأن المعجزات، وهو يعرف أنه لا يُذهب إلى المجاز والاستعارة إلّا في حالة اضطرارية.

سادسا: أما قول السيد في معجزة موسى عليه السلام عند ما تحولت العصا إلى حية تسعى: "هي قوة مقناطيسية توجد في كل إنسان فيتأثر بها ويؤثر بها على الآخرين، وهي ما يسمى "مسمرزم" (Mismerism) أي نوع من السحر، وموسى قد أعطي هذه القوة في أعلى درجاتها وليست هذه معجزة تخرق العادة" اهـ.


(١) ينظر المصدر السابق ص: ٧٣٦.
(٢) تصانيف أحمدية للسيد: ٦/ ٣١٨.