للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليه وسلم فكانت رسالته عالمية" اهـ (١) مصداقا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٢).

٢ - أن يكون قد جاءها رسول ولكن اندثرت آثار رسالته ووقع التحريف والتبديل في تعليمه وكتابه المنزل عليه من الله وانمحت معالم سيرته وأعماله حتى لم يعد بوسع الناس أن يتبعوه ويتأسوا بحياته ويقتدوا بهداه.

وقد ارتفع هذا السبب بحفظ الله تعالى لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فإن تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم حية باقية مصداقا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٣)، ونعلم أي هداية وأي شرع جاء به من عند الله، وما هي السبل التي جاهد بها ليدفع عن هديه وشرعه. فإذا كان هذا كله حيًا في متناول الأيدي والفكر، فلا حاجة إلى نبي آخر يجددها ويعرضها مرة أخرى على الناس إذ كل رسالة بعد ذلك قول معاد ليس فيه جديد يستفاد" اهـ (٤).

٣ - أن يكون تعاليم الرسول السابق أو الرسل السابقين ناقصة أو بحاجة إلى التكميل والزيادة.

وقد ارتفع هذا السبب بشرع محمد صلى الله عليه وسلم إذ جاء شرعه صلى الله عليه وسلم كاملا مكتملا شاملا لجميع احتياجات الإنسان إلى قيام الساعة، وليس في شرع محمد صلى الله عليه وسلم نقص أو قصور ينبغي أن يأتي نبي آخر لتلافيه، مصداقا لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٥).


(١) دائرة المعارف البريطانية: ٥/ ١١.
(٢) سورة سبإ: ٢٨.
(٣) سورة الحجر: ١٥.
(٤) محمد الرسالة والرسول لـ د. نظمي لوقا ص: ١٠١ نقلا من كتاب "نبوة محمد) ص: ١٤٥.
(٥) سورة المائدة: ٣.