للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا ما اعترف به أحد تلاميذ السيد سيد مهدي علي حين قال: "على كل من اعتقد اعتقادا ما أن يعرض معتقده على وسيلة صادقة أو يختبره بآلة مفيدة، ويحلل عناصره بتحليل جيد حتى يتبين له الصدق من الكذب، ويصل إلى علم اليقين ويتجنب من الأوهام والتخيلات الباطلة" اهـ (١).

ثم أضاف قائلا: "وليس المراد بالآلة صورة الرسول صلى الله عليه وسلم الذاتية الخَلقية التي قد يتشابه فيها بعض الناس. بل المقصود بالآلة منصبه الخاص منصب النبوة الذي لا يشبهه فيه أحد، أعني به جزأين من النبوة والهداية. أحدهما أبعد من أن يشك فيه أو أن يثار حوله شبهات، والثاني بحاجة إلى التصحيح والإسناد والتحقيق، فالجزء الأول هو كتاب الله والثاني هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان عنده هذان الجزءان فعنده آلة في كل وقت وحين، فيختبر بها كل معتقد، فأينما كان والآلة معه سواء كان في الشرق والغرب، أو في الشمال والجنوب" اهـ (٢).

ثانيًا: قد أخبر الله عز وجل عن عالم الغيب أنه عالم متميز في شكل السماوات السبع والعرش العظيم والجنة والنار وما فيهما من النعيم والعذاب الماديين، وفي شكل عالم الملائكة والجن والقرآن حافل بذكر هذه الأشياء بكل صفاتها وأشكالها المتميزة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بكل شرح وتفصيل لما جاء في القرآن، وكتب السنة غنية بذكر عالم الغيب الحسي المادي، وكل وحي من الله وقد ثبت بالسند الصحيح.

"فإن أولية الوحي تكون أصدق وأرسخ، أما بالنسبة لنا نحن المسلمين فإن الأمر لا يقف عند حد افتراض وحي إلهي صادق إذ هو واقع حي بين أيدينا، وحي إلهي موثوق النسبة إلى الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" اهـ (٣).


(١) تهذيب الأخلاق لمرتبه ملك فضل: ١/ ٣.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٥.
(٣) مناهج البحث في العقيدة الإسلامية للزنيدي: ص ٣١٤.