للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رابعا: إن عالم الغيب قد أصبح معترفا به في الشرق والغرب عامة، وهو حقيقة لا تحتاج إلى إقامة دليل عليه، يقول المستشرق ميورس (Miures) الأستاذ في جامعة كامبردج:

"المذهب المادي قد تسلط على عقول رجال هذا البلد (إنكلترا)، حتى تشكل مجلس في جامعة كامبردج لتحقيق العالم الروحي الذي قد قام حوله الجدل والنزاع أحقيقة هو أم خيال؟ وكان لي رأي في هذا المذهب الروحي: وهو أنه لا داعي لنا أن ننظر إلى أساطير الأولين، ولا أن نحقق روايات المعتقدين، ولا أن نضحك من المنكرين الجاحدين، بل نكتفي بقولنا: إنه إذا كان العالم الروحاني حقيقة ثابتة كحقائق أخرى فعلينا أن نحققه بالمنهج التجريبي، وعلى هذا أصدر المجلس القرار في تحقيق العالم الروحي" اهـ (١).

ثم أضاف قائلا وهو يخاطب المنكرين: "لِمَ لا أُصدِّق هذا الاعتقاد؟ هذا التساؤل يستحق إثارته في ذهن المؤمن قبل كل تحقيق، وفي هذا الموضوع تزداد أهميته، وأنا أعترف بأن علمي وثقافتي لم يبلغا إلى اليقين، وهو بين مرجح وغير مرجح، وهو قاصر من أن يفهم أسرار هذا الكون، ولا شيء عندي يصبح دليلا أردُّ به مشاهداتي، وبخاصة إذا لم تتعارض مع المشاهدات اليقينية، مهما كان دائرة الأدلة العلمية واسعة يقينية على ردّ العالم الروحي وقد اعترف به العلماء الموثوق بهم" اهـ (٢).

خامسا: الأدلة العقلية مهما بلغت من الدقة والإتقان لا تصمد أمام حيل الشيطان ومكائده، لأنه يرد عليها بأتفه شبهة، فالطريق المستقيم لإثبات ما غاب عن أعيننا هو الإيمان الجازم بما جاء به الرسل والأنبياء عليهم السلام بغير زيادة ونقص وتأويل.


(١) ينظر مجلة الهلال لرئيس تحريره مولانا آزاد من سلسلة إصدارات الهلال، اتربرديش أردو إكادمي لكهنو الهند: العد الصادر: في ٩/ ١٩٢٧/١٢ بعنوان: جديد مذهب روحي "المذهب الروحي الجديد" ٥ - ٦ - ٧/ ٦٧٤.
(٢) ينظر المرجع السابق: ٥ - ٦ - ٧/ ٦٧٤.