للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العظمى (١)، وبالشفاعة لأهل الكبائر وأنها لا تصيب إلا أهل التوحيد (٢)، ومنه الإيمان بموازين القسط (٣).

ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بالميزان الذي توزن به الأعمال، قال ابن حجر: "قال أبو إسحاق الزجاج: أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة وأن الميزان له لسان وكفتان يميل بالأعمال، أنكرت المعتزلة وقالوا: هو عبارة عن العدل (٤).

ومنه الإيمان بالصراط وهو الصراط على متن جهنم يمر عليه الناس على أحوال متفاوتة بقدر كسبهم في الحياة الدنيا من الأعمال من إحسان وإساءة أو تخليط، فمنهم بين مجتاز عليه إلى الجنان وهم المؤمنون على تفاوت درجاتهم ومراتبهم في البطء والإسراع، ومسرف على نفسه يكب في النيران فلا ينجو" اهـ (٥) قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (٦)، وجاء وصفه في الحديث (٧)، ومنه الإيمان بأن المؤمنين يرون


(١) ينظر صحيح البخاري مع الفتح كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار: ١١/ ٤١٧ (٦٥٦٥).
(٢) ينظر صحيح البخاري مع الفتح كتاب العلم باب الحرص على الحديث ١/ ١٩٣ (٩٩)، ومسند الإمام أحمد: ٥/ ٣٢٦، ٤/ ٤١٦.
(٣) سورة الأنبياء: ٤٧، سورة المؤمنون: ١٠٣ - ١٠٤، ينظر صحيح البخاري مع الفتح: كتاب التوحيد باب قول الله عز وجل {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ١٣/ ٥٣٧.
(٤) فتح الباري لابن حجر: ١٣/ ٥٣٨.
(٥) معارج القبول ٢/ ٢٢١ - ٢٢٢.
(٦) سورة مريم: ٧١ - ٧٢.
(٧) ينظر صحيح البخاري مع الفتح كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنم ١١/ ٤٤٤.